الجزء الاول
بسم الله الرحمن الرحيم ( الحمد لله فاطر السموات و الارض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى و ثلاث و رباع يزيد فى الخلق ما يشاء إن الله على كل شيئ قدير )
الحمد لله خالق السموات و الارض على ما هما عليه من جلالة و إبداع ’ حيث أن الله سبحانه له رسلا أي وسائط بينه و بين أنبيائه و الصالحين من عباده , اولى أجنحة إثنين إثنين و ثلاثة ثلاثة و أربعة أربعة لعل المراد من أجنحة الملائكة القوى الروحانية التى متعها الله بها , و كثيرا ما يشبه المعنوى بالمادى فى اللغة العربية .
و يؤُخذ من هذه الآية أنّ الملائكة غير متساويين من حيث القوى و القدرات و إِنّما زُوِّدوا باستعداد المناسب من حيث نوع العملالموكلين به و حسب حاجة الوقت, و أنَّهم يُرسلون للنّاس تِبعًا لظروفهم واستعدادهم. و عندما بلغت الدنيا أعلى درجاتها في زمن الرسّول صلى الله عليهوسلم أُرسل جيربل في صورته الكاملة التي جاء وصفها في الحديث بأنّ لهستمائة جناح (راجع أحاديث الإسراء و المعراج) و هو ما يُشير إلى أنّ جبريلعليه السلام مظهرٌ لستمائة صفة من صفات ربّ العالمين.
إن الملائكة عليهم السلام عالم خلقه الله من نور، لهم قدرة على التمثل بأمثال الأشياء بإذن الله تعالى، لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجانُّ من مارج من نار، وخُلق آدم مما وصف لكم " رواه مسلم . فالملائكة نوع من خلق الله تعالى مغاير لنوع الإنس والجن فالإنس والجن يتناسلون ويتناكحون ويوصفون بذكورة وأنوثة بخلاف الملائكة عليهم السلام لايتناسلون ولا يتناكحون ولا يوصفون بذكورة ولا بأنوثة.فهم عباد لهم شأن كريم ومقامعظيم ونعتهم بكمال الطاعة، والانقياد لأمره تعالى،وأنهم بأمره يعملون لا منتلقاء أنفسهم، فهم على مراقبة دائمة في جميع تقلباتهم وحركاتهم وسكناتهم،لأنهم يوقنون أن علمه سبحانه محيط بهم، وهم لا يشفعون إلا لمن أرتضى الله تعالى أن يشفعوا له، وأنزلهم مقام الخوف والخشية منه وكفى هذا المقام رتبة , فهم لا يصيبهم تعب ومن عبادة الله تعالى ولا فتور ولا كلل من تسبيحه سبحانه وتمجيده، بل حياتهم ودأبهم هي طاعة الله تعالى وعبادته وتسبيحه وتحميده.
وقال تعالى: (وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُالرَّحِيمُ )
يصف الله ملائكته بأنهم يخافونه ويخشونه لأنه سبحانه مالك ذواتهم وبيده مقاليد أمورهم، وخوفهم، خوف إجلال وإعظام وإن كانوا آمنين من عذاب الله تعالى، وإن خوفهم من الله نشأ لعلمهم بالله عز وجل وبحقه . قد وصفهم الله في هذه الآيات بأنهم مقربون يداومون على عبادة الله كما أمرهم تعالى ولا ينثنون ولا يكلون ولايتعبون بل دأبهم الطاعة والاستمرار عليها، وحالهم التسبيح في الليل والنهارفلا يتوقف نشاطهم عن التسبيح والتمجيد لله تعالى.
إن عدد الملائكة لا يعلمه إلا الله عزَّ وجلَّ، فهم لا يحصون في علم المخلوقات لكثرتهم قال الله تعالى: ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ) معنى قوله تعالى (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً )، أي أن الله تبارك و تعالى اصطفى من بين الملائكة جماعة فضلهم على غيرهم فأفضل الملائكةعند الله تعالى خواصهم كجبريل و ميكائيل و إسرافيل وعزرائيل ورضوان خازن الجنة و مالك خازن النار و حملة العرش المجيد عليهم السلام، ثم أفضل الخواص و رئيسهم هو جبريل الأمين عليه السلام الذي قال الله في حقه في القرءان: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى)، أي علم جبريل الأمين سيدنا محمداً صلى الله عليه و سلم ما نزلبه عليه من الوحي كما أمره الله، و جبريل شديد القوى أي ذو قوة شديدة، ثم وصفه الله تعالى فقال : (ذُو مِرَّةٍ ) أي ذو شدة في خلقه و إذا تفكرنا في الأحاديث النبوية بعظيم قدرة الله عز و جل فقد ورد في الحديث أن جبريل عليه السلام خلق على ستمائة جناح يتناثر منها تهاويل الدر والياقوت، والتهاويل شيىء يبهر الأنظار كالدر و الياقوت و المعنى أن جبريل عليه السلام يسقط من أجنحته شيىء يبهر الأنظار كالدر و الياقوت ورد أن حملة العرش المجيد عددهم اليوم اربعة و يوم القيامة يكونون ثمانية .
لقد كلف الله تعالى الملائكة بوظائف و أمور وهي : - فجبريل عليه السلام أمين الوحي إلى الأنبياء و المرسلين فهوسفارة بين الله تعالى و رسله و من وظائفه عليه السلام أيضاً تصريف الرياح و وزن أعمال العباد مع الملك ميكائيل يوم القيامة،
- أما ميكائيل عليه السلام فهو موكل بالمطرو الزرع فهو يعلم ما ينبت من الزرع و عددما يسقط من قطرات المطر.
- أما الملك إسرافيل عليه السلام فهو موكل بالنفخ في الصورو هو منتظر الأن الإذن من الله تعالى حتى ينفخ في الصور حيث ينفخ فيه نفختين في النفخة الأولى يموت بها من كان حياً حتى عزرائيل عليه السلام و يصعق بها من كان قد مات إلا شهداء المعركة ثم يحيه الله تعالى فينفخ النفخة الثانية فيبعث من في القبور
- أما الملك عزرائيل فهو ملك موكل بقبض الأرواح وله أعوان يستخرجون روح العبد من جسده حتّى تبلغ الحلقوم يتناولها ملك الموت بيده فإذا أخذها لم تدعها الملائكة في يده طرفة عين فإماّ تأخذها ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب . والمعلوم أنّ ملائكة الموت يأتون الإنسان على حسب عمله إن كان مؤمناً أتاه ملائكة بيض الوجوه بيض الثياب كأن وجوههم الشمس ،وإن كان كافراً فالضد من ذلك . وممّا ورد من رأفة نبينا عليه الصلاة والسلام بالمؤمنين أنّه نظر إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار ، فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم :" يا ملك الموت ارفق بصاحبي فهو مؤمن فقال ملك الموت يا محمّد طب نفساً وقر عينا فإنيّ بكل مؤمن رفيق
- أما ملائكة الجنة و هم الموكلون بالجنة، و خازن الجنة هو رضوان عليه السلام
- الرعد إسم ملك من الملائكة الأبرار وظيفته أنه يسوق السحاب كما أمره الله تعالى
( يتبع )