بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين 00
التربية الروحانية
خلق الله الإنسان على فطرة الحب و أعظم مراتب هذا الحب حب الله تعالى
و حب رسوله أكمل الخلق و أشرفهم و أفضلهم خلقاً و خلقاً . لقد أدبه الله فأحسن تأديبه .
هذا الحب الذي جعله الله قلب الإيمان و جعل له ثمرةً و جزاءً يجده المؤمن في الدنيا قبل الآخرة .
فإذا أحب الإنسان النبي صلى الله عليه و سلم،
نادى الله في الملائكة أن أحبوا فلانا و جعل حبه في قلوب أهل الأرض و السماء .
و يقول الله تعالى في حديثه القدسي ”
ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به
وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها
وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته.
إن حب الرسول يوصل الإنسان إلى جنة الخلد .
و في ذلك قول النبي صلى الله عليه و سلم :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله :
متى الساعة؟ قال « وماذا أعددت لها » قال :
لاشيء إلا أني أحب الله ورسوله فقال :
« أنت مع من أحببت »
[رواه البخاري] .
فكان جزاءه مرافقة الرسول في الفردوس الأعلى .
و قد كان صلى الله عليه و سلم نموذجاً في الدعوة و التربية .
و قد باشر العملية التربوية بنفسه فكانت تربية شاملة لكل مجالات الحياة المختلفة .
تربى على يده مائة ألف من الصحابة ، نقلهم من حضيض الجاهلية
إلى أنوار الإسلام فكان منهم المعلمين الحكماء والقضاة العادلين
و التجار الأمناء والأزواج الصالحين والآباء الرحماء .
فكانت المؤاخاة بين المهاجرين و الأنصار أول دأبه صلوات الله عليه لأهميتها
و أثرها العميق في نفوس المسلمين .
فأحبوه حباً خالداً .
و من أجمل ما يذكر في حب الصحابة له صلى الله عليه و سلم
قصة مولاه زيد بن حارثة حين أسر و أصبح عبداً عند السيدة خديجة
التي أهدته للنبي صلى الله عليه و سلم الذي خيره بين البقاء معه
و بين إسترداد حريته و الرجوع إلى أهله ،
فاختار رسول الله لما لقي في قربه من رحمة و أنس و رفق معاشرة .
لقد كان من حب رسول الله صلى الله عليه و سلم له يناديه الحب
و صار من بعد ينادي إبنه أسامة الحب بن الحب .
فهنيئا ً لمن فاض قلبه بحب أشرف خلق الله كلهم ،
و جعل هذا الحب نورا ً يهدي به كل من حوله .