الرياضة الروحانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
من الملاحظ من معظم شيوخ الروحانية حرصهم على الرياضة قبل الشروع فى الاعمال الروحانية
والمقصود بالرياضة هنا هو المواظبة لفترة ما على الاعتزال والمدوامة على قراءة ورد او عزيمة ما لفترة من الزمن يكتسب خلالها المريد او المتريض صفات روحانية خاصة من اجل الوصول الى شئ ما محدد فى مجال الروحانيات والرياضة المتعارفة اقلها ثلاثة ايام واكثرها اربعين يوم واوسطها سبعة ايام واختيار تلك المدة فى الرياضة الروحية له علاقة بميلاد الانسان ووفاته وهى فى النهاية تدل على وصول الانسان الى درجة الصفاء الاولى قبل انشغاله بما فى الحياة لذا نجد بعض الروحانيون عند قيامهم ببعض الاعمال الروحانية يستعينون بالطفل الذى لم يبلغ الحلم حيث تكون نفسيته صافية وقدرته الروحانية اعلى حيث لم يكن ثاثر بعد بما يضفى الغبار على روحانيته والرياضة الروحية كما قلنا الغرض منها تهيئة النفس والبدن للتخلص من هذا الغبار المادى الذى وضع غشوة على النفس الروحانية للانسان
وفى الرياضة الروحانية يجب ان نبداء بالميسر من تلاؤة العزائم او الاوراد حتى نصل فى نهاية التريض الى الذروة العددية فى قراءة تلك العزائم او الاوراد الا ان البعض من المشايخ يطلب من المريد البدء بعدد كبير والاستمرار عليه وذلك ينفى صفة الرياضة فهنا لاتعد تريض وهو تهيئة النفس والبدن للوصول الى الحد الاقصى الذى يتقبله الانسان وانما يعد ذلك اجهاد للنفس والبدن وقتل لهم وسلب لارادة المتريض ولكن التريض السليم من وجهة نظرى هو البدء بالميسر حتى الوصول الى المعسرة براحة تامة وبدون سلب لارادة المتريض واذا ما توافر للانسان ما يسعى اليه فلاحاجة به الى اعمال التريض ولكن يكفيه قوة اليقين فيما يملكه لذا نجد معظم المشايخ لايلجئون الى التريض الا من حين الى اخر وعلى فترات زمنية كبيرة لاستعادة القوة الروحانية وتنظيفها من غبار الحياة
والرجوع الى التامل والتدبر فى الملكوت المحيط بنا من ان الى اخر يعد رياضة هينة فالنظر الى صفحة السماء ورؤية النجوم فى ليلة صافية والنظر الى البحر وامواجه ومافيه والتامل فى علو الجبال وتناسق حركة الاشجار ومراقبة سلوكيات الكائنات المحيطة بنا من الرياضات الرائعة التى تضفى على النفس راحة وسكينة تقوى الروحانية لدى الانسان دون الحاجة الى العزلة او قراءة عزيمة وورد بعدد كبير مجهد بدون تامل او تفكير فعمل الفكر والتامل فيما يحيط بنا من اجمل الرياضات
فاذا انتفى فى عملية التريض التفكير وطغى عليه التكرار دون تدبر مع انشغال الفكر بحاجات الدنيا المحسوسة فلا قيمة للتريض الروحانى ,