عظمة سورة الحمد
اهتمّ القرآن الكريم بهذه السورة المباركة اهتماماً خاصّاً، حيث جعلها عدْلاً لباقي القرآن؛ قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (الحجر: 87). والمراد من «السبع المثاني» كما جاء في عدد من الروايات المأثورة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وأئمّة أهل البيت عليهم السلام هي سورة الحمد؛ لذا ورد التأكيد في روايات الفريقين أنّها أفضل سورة نزلت على قلب الخاتم صلى الله عليه وآله.
- عن عليّ عليه السلام قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إنّ الله تبارك وتعالى قال لي: يا محمّد (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) فأفرد الامتنان عليَّ بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن العظيم، وإنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش، وإنّ الله خصَّ محمّداً وشرّفه بها ولم يشرك معه فيها أحداً من أنبيائه».
- وعن الحسن بن عليّ عليهما السلام في حديث طويل: «جاء نفرٌ من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فسأله أعلمهم عن أشياء، فكان في ما سأله: أخبرنا عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيّين وأعطى أمّتك من بين الأمم، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله: أعطاني الله فاتحة الكتاب»
- وعن جابر بن عبد الله أنّه «قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جابر ألا أعلّمك أفضل سورة أنزلها الله في كتابه؟ فقال جابر: بلى بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله، علّمنيها. فعلّمه (الْحَمْدُ لِلَّهِ) أمّ الكتاب»
- وأخرج الدارمي والترمذي وحسّنه، والنسائي وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند، وابن الضريس في «فضائل القرآن»، وابن جرير وابن خزيمة والحاكم، وصحّحه من طريق العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن أُبيّ بن كعب قال: «قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلّم: ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثل أُمّ القرآن، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أُوتيت»
- وأخرج مسلم والنسائي وابن حبّان والحاكم عن ابن عبّاس قال: «بينما رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلّم جالس وعنده جبريل إذ سمع نقيضاً من السماء من فوق، فرفع جبرئيل بصره إلى السماء فقال: يا محمّد هذا ملك قد نزل لم ينزل إلى الأرض قطّ. قال: فأتى النبيّ صلى الله عليه (وآله) وسلّم فسلَّم عليه فقال: أبشر بنورين قد أُوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك؛ فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة» .
- وأخرج أبو الشيخ في الثواب والطبراني وابن مردويه والديلمي والضياء المقدسي في المختارة عن أبي امامة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلّم: أربع أُنزلن من كنز تحت العرش لم ينزل منه شيء غيرهنّ: أُمّ الكتاب وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة والكوثر»
بل نجد في جملة من روايات الفريقين أنّها فُضّلت على جميع القرآن.
- أخرج أبو نعيم والديلمي عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلّم: «فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أنّ فاتحة الكتاب جُعلت في كفّة الميزان وجُعل القرآن في الكفّة الأخرى، لفضّلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرّات».