الملك جـل جـلا له
{ المالك جل جلا له } ومعناه : أنه القائم على تدبير خلقه، والمنزه عن الظلم يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد .
قال الله سبحانه { ألا له الخلق والأمر يبارك الله رب العالمين }
وهو الغني في ذاته وصفاته عن كل مخلوق ، وإليه يحتاج كل مخلوق ، وكل شيء له مملوك .
قال الله جل جلا له : { فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم } .
وقد أنزل الله آيات كثيرة في كتابه المجيد بأنه هو الملك الحق وهو الذي يملك السمع والأبصار والأفئدة والموت والحياة والنشور والشفاعة والرحمة والرزق والضر والنفع .
{ فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون }
{ وتبارك الذي له ملك السموات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون }
{ تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير . الذي خلق الموت والحياة }
{ قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا ، والله هو السميع العليم }
{ واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا }
{ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممن تشاء ، وتعز من تشاء وتدل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتلج النهار في الليل ، وتخرج الحي من الميت ، وتخرج الميت من الحي ، وترزق من تشاء بغير حساب } .
فمن آتاه الله الملك فليتدبر أمر الله تعالى :
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور }
وليخشوا يوما يرجعون فيه إلى الله { يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار }
واستمعوا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم { يقبض الله عز وجل الأرض يوم القيامة ويطوي السموات بيمينه ثم يقول : أنا الملك فأين ملوك الأرض } .
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه . فهل من مذكر ؟
وحظ العبد من اسم ربه { الملك جل جلا له } أن يصلح الله قلبه وشأنه ويورثه الشجاعة على ما سواه من جوارحه ومن تحت إمرته { فإن القلب هو الملك والجسم مملكته }
وهو يصلح ذكرا للملوك فتنقا دلهم الفراعنة وتطيعهم ويقرأ معه { قل اللهم مالك الملك . . . . . } .
وقالوا : من واظب على ذكره وقت الزوال كل يوم مائة مرة صفا قلبه وزال كدره .
ومن قرأه بعد الفجر مائة وإحدى وعشرين مرة أغناه الله من فضله بما يفتح الله له :
والله أعلم