خطبة الجمعة أمس نبهنا الشيخ إلى شيء مهم كيفية الوقوف بين يدي الله بحيث أننا عندما نكون أمام مسؤل كبير نقف ونحن تتسبب عرقا وخوفا وكيف سنتكلم ونطلب المسئول بكل ترهيب وطمع ورجاء
وعندما نقف بين يدي الله حتى العقل لا يحضر أما القلب فله اتجاه اخر وأعطى مثال على المؤمن الصادق مع الله واقتبسته لكم للفائدة
وهو موضوع عن الرجاء والخوف
الجمع بين الخوف والرجاء.
قال أبو علي الروذباري: الخوف والرجاء كجناحي الطائر إذا استويا استوى الطير وتم طيرانه، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص وإذا ذهبا صار الطائرُ في حدِ الموت(24).
وقد ورد في كتاب الله -عز وجل- الكثير من الآيات الكريمة التي جمع الله فيها بين الخوف والرجاء، أو ما يبعث على أن يكون الإنسان بين الخوف والرجاء، فقال الله تعالى: ﴿فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ [بالأنعام: 147] فالله سبحانه ذو رحمةٍ واسعة، قال تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف: 156].
كيف لا وهو خالق الرحمة وما هذه الرحمة التي في الدنيا إلا جزءٌ من مائة رحمه وتسعة وتسعون في الآخرة ادخرها رحمةً لأوليائه، فعن الحسن قال بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لله -عز وجل- مائة رحمة، وانه قسم رحمة واحدة بين أهل الأرض فوسعتهم إلى آجالهم، وذخر تسعة وتسعين رحمة لأوليائه والله -عز وجل- قابض تلك الرحمة التي قسمها بين أهل الأرض إلى التسعة والتسعين فيكملها مائة رحمة لأوليائه يوم القيامة»(25).
وفي صحيح مسلم: عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها وأخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة»(26).