بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والآه
اعراض الفشل الكبدي
الفشل الكبدي (hepatic failure) هو متلازمة تنجم عن هبوط حاد في اداء الكبد, بعد تلف جزء كبير منه. تلف نسيج الكبد واستبداله بنسيج ندبي يعرف باسم تليف / تشمع الكبد (Cirrhosis). عندما يحصل التلف في الكبد بسرعة كبيرة, يتطور فشل كبدي بسرعة حادة, وقد يسبب الوفاة في غضون بضعة ايام.
الفشل الكبدي هو مرض يتطور، سواء بوتيرة بطيئة او سريعة. المضاعفات المذكورة اعلاه سوف تحصل في النهاية لا محالة, وربما تحصل مضاعفات اخرى, ايضا، ولا سيما الفشل الكلوي (المعروف بمتلازمة الكبد - الكليتين) وسرطانة الخلايا الكبدية (Hepatocellular carcinoma). عموما، اذا كانت هنالك مضاعفات خطيرة، فان توقعات سير المرض (Prognosis) سيئة للغاية.
أعراض الفشل الكبدي
تكون بداية تليف الكبد، في كثير من الاحيان، هادئة تماما بحيث لا يعاني المريض من اية اعراض او مشاكل. لكن مع تقدم المرض قد يتولد شعور بالضعف والمرض، فقدان الشهية والغثيان، فقدان الوزن و ضمور العضلات، اضافة الى انخفاض الرغبة الجنسية والاداء الجنسي.
اعراض الفشل الكبدي، تشمل:
- نزف من دوالي المريء، يظهر بشكل تقيؤ دموي او براز بلون اسود. هذه المضاعفة التي تشكل خطرا يهدد حياة المريض هي نتيجة لفرط ضغط الدم البابي (Portal hypertension).
- انتفاخ كبير في البطن، يعيق الحركة والتنفس، ينجم عن تراكم السوائل في البطن (استسقاء)، كما ينجم ايضا عن فرط ضغط الدم البابي. من الممكن ان يصاب هذا السائل المتراكم بالتلوث فيسبب التهابا ذاتي في الصفاق (Peritoneum).
- اضطرابات في النوم، تغييرات في شخصية المريض، تشوش، ارتعاش وفقدان الوعي في نهاية المطاف. هذه كلها نتيجة لمرض دماغي - كبدي، يعرف ايضا باسم الاعتلال الدماغي الكبدي (Hepatic encephalopathy)، الذي تسببه مواد سامة لا يستطيع الكبد المصاب افرازها والتخلص منها.
- اليرقان (Jaundice) – اصفرار الصلبة (Sclera) والجلد. يحدث اليرقان بسبب البيليروبين (bilirubin)، وهو عبارة عن مادة صفراء تتراكم في الجسم بسبب الخلل في افرازها عن طريق الكبد الى المرارة.
- انتشار الحكة في جميع انحاء الجسم، وبشكل مستمر. وهي ايضا نتيجة لتراكم مادة لم يتم تحديدها على وجه اليقين، بعد.
أسباب وعوامل خطر الفشل الكبدي
جميع العوامل التي تضر بالكبد يمكنها التسبب بالفشل الكبدي، وخاصة اذا كان ضررها قويا بما فيه الكفاية. المسببات الاكثر شيوعا هي: الاستهلاك المفرط للكحول وفيروسات التهاب الكبد B وC. بعض الادوية، وخصوصا باراسيتامول (Paracetamol)، هي المسبب الاكثر انتشارا للفشل الكبدي السريع جدا.
عوامل اخرى مسببة للفشل الكبدي:
- العدوى (التلوثات): فيروسات التهاب الكبد A، B،C،D، E
- مواد سامة: الكحول؛ بعض الادوية : باراسيتامول، بعض المواد الكيميائية : الكربون - 4 - كلوريد.
- التهاب الكبد بالمناعة الذاتية (Autoimmune Hepatitis)
- انسداد القنيات الصفراوية (المرارة): تشمع صفراوي اولي (Primary biliary cirrhosis)، التهاب الاقنية الصفراوية المصلب (Sclerosing cholangitis).
- انسداد اوردة الكبد (متلازمة باد - كياري - Budd - Chiari syndrome) (اعراض انسداد الدوران الوريدي الكبدي).
- التهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
- امراض خلقية: مرض ويلسون (Wilson Disease)؛ مرض ترسب الاصبغة الدموية (hemochromatosis)
تشخيص الفشل الكبدي
يعتمد تشخيص الفشل الكبدي على علامات واعراض من تاريخ المريض (anamnesis), علامات من نتائج الفحص البدني ونتائج فحوص الدم والتصوير. في الفحص البدني، يبحث الطبيب ويحاول العثور على بعض العلامات المذكورة اعلاه، مثل: الضعف, الاستسقاء، الارتجاف المميز، اليرقان وعلامات الحكة. وقد يكون هنالك ايضا احمرار في كفي اليدين. شعيرات دموية على شكل عنكبوت على الجلد, تضاؤل كثافة الشعر، تضخم الثديين عند الرجال وضمور الخصيتين.
وفي فحوص الدم تظهر كميات قليلة من البروتينات التي لا ينتجها الا الكبد (بشكل حصري) مثل عوامل تخثر الدم والزلال (albomin)، مستويات مرتفعة من البيليروبين (bilirubin) التي تضرر افرازه، مستويات مرتفعة من انزيم ناقلة الامين (aminotransperase) تدل على التهاب وتلف في خلايا الكبد. كما ان هنالك اختبارات دم تهدف الى الكشف عن مسبب المرض – اختبار لتحديد على فيروسات التهاب الكبد, فحص نسبة الباراسيتامول في الدم وغيرها.
اختبارات التصوير، ولا سيما التصوير المقطعي المحوسب (CT) والتصوير بالموجات فوق الصوتية (ultrasound), تبين حجم الكبد ونسيجه بشكل غير سليم. في بعض الاحيان، ولكي يكون تشخيص الفشل الكبدي دقيقا, هنالك حاجة ايضا الى الفحص المجهري لعينة من نسيج الكبد, يتم الحصول عليها بواسطة الخزعة (biopsy).
العلاجات البديلة
يتوقف العلاج على العامل المسبب لمرض الفشل الكبدي ومرحلة تطوره. وتتمثل اهداف العلاج في ازالة مسبب المرض في الكبد, منع المضاعفات ومعالجة المضاعفات التي ظهرت. الامثلة المهمة على ازالة مسببات المرض هي الاقلاع عن شرب الكحول, ادوية ضد فيروسات التهاب الكبد (انترفيرون - interferon ، لميبودين - lmibodin) وعلاج لكبت الجهاز المناعي.
في المراحل المتقدمة من المرض هنالك اهمية كبرى، ايضا للنظام الغذائي. فمثلا، ينبغي ملاءمة كمية البروتين بدقة متناهية, لان الكثير منه يسبب ضررا دماغيا, في حين ان كمية صغيرة تسبب ضمور العضلات والضعف. بالاضافة الى ذلك, يجب ان تكون كميات الصوديوم قليلة (قليل الملح), كجزء من معالجة احتباس السوائل. كما من المهم ايضا اتباع الحذر الشديد في تناول الادوية, بما في ذلك مستحضرات الطب البديل (المكمل), نظرا لاحتمال ان تؤدي هذه المستحضرات الى التهاب الكبد ، الذي من شانه ان يزيد ويفاقم الضرر القائم، الى درجة التسبب بموت المريض.
في المراحل النهائية من الفشل الكبدي، فان العلاج الوحيد الذي يمكن ان يمنع الموت هو زرع الكبد. في السنوات الاخيرة يتم تطوير انظمة لدعم الكبد بشكل كبير. هذه الانظمة هدفها ازالة المواد السامة المتراكمة في الجسم، بل يفترض ان يقوم بعضها ايضا بعمليات تخليق بيولوجي (biosynthesis) وذلك بواسطة خلايا كبدية من اصل خنزيري، او من اصل انساني يحتوي عليها النظام. ولكن، ليس هنالك حتى الان نظام يستطيع الحلول مكان الكبد والقيام بوظائفه (بالمقارنة مع نظام الديال - غسيل الكلى dialysis – الذي يحل مكان الكليتين ويقوم بوظائفهما)، لكن الامل في التوصل الى نظام كهذا كبير، بحيث يمكن ابقاء المريض على قيد الحياة حتى يتم شفاء كبده او حتى يجد كبدا مناسبا يتم زرعه.