بسم الله الرحمان الرحيم وبه اهتدي واستعين
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى
الحج في اللغة : القصد والترجمة إلى معظم و معناه
في الشرع : قصد البيت الحرام الذي شرفه الله وعظمه بمكة المكرمة لأداء الشعائر المطلوبة شرعا من الإحرام والطواف والسعي والوقوف بعرفات بشروط مخصوصة وكيفيات وفي أوقات معينة عبادة لله سبحانه وتعالى .
والحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام ، وهو عبادة روحية مالية بدنية تجمع معاني العبادات الأخرى ، فرضه الله تعالى في السنة التاسعة للهجرة على كل مسلم بالغ عاقل حر مستطيع ذكر أو أنثى في العمر مرة واحدة ، قال تعالى "ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا "
ولما رواه ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بني إسلام على خمس : شهادة ان لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، واقامة الصلاة ، وإتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع سبيلا " اخرجه البخاري ومسلم .
والدليل على أن الحج مرة في العمر ما روي عن ابي هريرة رضي الله عنة قال : "خطبنا رسول الله صلى الله علية وسلم فقال : أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا ، فقال رجل : افي كل عام يا رسول الله ؟فسكت حتى قالها ثلاثا ، فقال رسول الله صلى الله علية وسلم : لو قلت : نعم لوجبت ، ولما استطعتم . الحج مرة فمن زاد فقد تطوع " أخرجه البخاري ومسلم وأحمد وقد أداه رسول الله صلى الله علية وسلم في السنة العاشرة في حجة الوداع المعروفة كما هي مبينة في كتب الحديث المعتمدة .
فالحج ثابت بالكتاب والسنة المتواترة والإجماع فمن أنكر هذه الشعيرة الثابتة بالأدلة القطيعة أو اعتقد بحج إلى غير البيت الحرام بمكة المكرمة فهو مرتد عن الإسلام كافر به قال تعالى : " ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " آل عمران (97) .
فهنيئا لمن هيأ الله له أداء هذه الفريضة ، وليحرص أن يكون حجه مبرورا . عن جابر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء الاالجنة " . أخرجة البخاري ومسلم .
والحج المبرور هو الحج الذي لم يخالطه إثم ولا معصية ، وفي رواية عند احمد لهذا الحديث قيل : وما بره ؟ قال " إطعام الطعام وطيب الكلام ". وقال صلى الله عليه وسلم " افضل الأعمال إيمان بالله ورسوله ثم الجهاد في سبيله ثم حج مبرور " . متفق علية .
اخي الحاج طب نفسا وإنفاقا وحسن معاملة وقد وفقك الله تعالى لطاعته وحسن عبادته ، روي عن بريدة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله سبعمائة ضعف " اخرجة احمد ، وعن جابر رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول " من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه " متفق عليه .