حضر رجلٌ مجلس الفقيه محمد بن داود الظاهري وأعطاه رقعة فتأملها ابن داود طويلاً
فظن من في المجلس أنها مسألة في الفقه يسأله الفتوى فيها
فقلبها وكتب على ظهرها وردّها إلى صاحبها
وبينما يمشي الرجل خارج من المجلس وقعت الرقعة منه والتقفها أحدهم ونظر فيها
فإذا الرجل علي بن العباس بن جريج الرومي وإذا هو قد كتب في الرقعة:
يــابــن داود يــا فــقــيــه الــعــراقِ *** أفـْـتِـنـا فـي قـواتـل الأحـداقِ
هـل عـليهـن في الجـروح قـصـاصٌ *** أم مـُـبـاحٌ لـهـا دم الـعـُــشـّـاقِ
وإذا بابن داود قد كتب على ظهر الرقعة:
كـيـف يُـفـتـيـكـم قـتـيـلٌ صـريـعٌ *** بـسـهـام الـفـراق والإشـتـيـاقِ
وقـتـيـلُ الـتــلاقِ أحــســنُ حـالاً *** عـند داود من قـتـيـل الـفـراقِ
أبو نوّاس
دخل أحدهم على أبى نوّاس فوجد أمامه كومة من الأوراق فيها أشعار .. بعضها فى رثاء ( أم جعفر ) وبعضها فى رثاء ( جارية أبى زيد ) .. وبعضها فى رثاء رجال آخرين ونساء لا يعرفهم ، الا أنه يعرف أنهم لم يموتوا بعد ، فأصابته دهشة ، فقال له :
ويحك يا أبا نوّاس .. ما هذا ؟ ! انهم لم يموتوا بعد !
فقال له : يا أخى .. تحدث الحوادث ، وينفذ قضاء الله ، ويموت الناس فجأة ، ويطالبوننا بأن نقول شيئا فى رثائهم ويستعجلوننا ، ولا يجدر بنا أن نقول غير الجيّد من الكلام
فلذلك نحن نستعد من الآن ، ونعد لهم الأشعار ، حتّى اذا ما حدث الحادث ، ومات الميّت أظهرنا ما قلناه فيه قديما فيبدو كأنه قيل حديثا !
******
حضر رجلٌ مجلس الفقيه محمد بن داود الظاهري وأعطاه رقعة فتأملها ابن داود طويلاً
فظن من في المجلس أنها مسألة في الفقه يسأله الفتوى فيها
فقلبها وكتب على ظهرها وردّها إلى صاحبها
وبينما يمشي الرجل خارج من المجلس وقعت الرقعة منه والتقفها أحدهم ونظر فيها
فإذا الرجل علي بن العباس بن جريج الرومي وإذا هو قد كتب في الرقعة:
يــابــن داود يــا فــقــيــه الــعــراقِ *** أفـْـتِـنـا فـي قـواتـل الأحـداقِ
هـل عـليهـن في الجـروح قـصـاصٌ *** أم مـُـبـاحٌ لـهـا دم الـعـُــشـّـاقِ
وإذا بابن داود قد كتب على ظهر الرقعة:
كـيـف يُـفـتـيـكـم قـتـيـلٌ صـريـعٌ *** بـسـهـام الـفـراق والإشـتـيـاقِ
وقـتـيـلُ الـتــلاقِ أحــســنُ حـالاً *** عـند داود من قـتـيـل الـفـراقِ
******
الشاعر المصري الإمام العبد، اشتهر بسرعة خاطره ولباقة نكاته.
وكان له صديق يدّعى الشعر اسمه محمود يمازحه أحيانا ويبالغ في المزاح حتى حدود الوقاحة أحيانا.
في إحدى السهرات العائلية قال هذا للشاعر الإمام العبد:
كلما رأيتك تذكرت قصيدة المتنبي والبيت الرائع فيها:
لا تشتر العبد إلا والعصا معه *** إن العبيد لأنجاس مناكيد
أجاب الشاعر, لكن هذا البيت في القصيدة عينها أشد روعة وهو:
ما كنت أحسبني أحيا إلى زمن *** يسيئني فيه كلب وهو محمود
دمتم بود ....