أشعة (لا إله إلا الله)
بسم الله الرحمن الرحيم
نقلت لكم من كتاب يقول عنه الدكتور
صلاح الراشد انه أعظم كتاب تكلم عن النفس البشرية بعد القران والسنة
كتاب فيه من الأسرار والعجائب الشيء الكثير والمثير فاقرءوا
أعلم أن أشعة (لا إله إلا الله) تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه فلها نور وتفاوت أهلها في ذلك النور ـ قوة وضعفاً لا يحصيها إلا الله تعالى
فمن الناس : من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس
ومنهم : من نورها في قلبه كالمشعل العظيم وأخر كالسراج المضيء وأخر كالسراج الضعيف .
ولهذا تظهر الأنوار يوم القيامة بأيمانهم وبين أيديهم على هذا المقدار بحسب ما في قلوبهم من نور هذه الكلمة علما وعملا ومعرفة وحالا.
وكلما عظم نور الكلمة واشتد أحرق الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته حتى انه ربنا وصل إلى حال لا يصادف معها شبهة و لا شهوة ولا ذنبا إلا احرقه وهذا حال الصدق في توحيده الذي لم يشرك بالله شيئا فأي ذنب أو شهوة أو شبهة دنت من هذا النور احرقها فسماء إيمانه قد حرست بالنجوم من كل سارق لحسناته فلا ينال منها سارق إلا على غرة وغفلة لابد منها للبشر ,فإذا استيقظ وعلم ما سرق منه استنفذه من السارق أو حصل أضعافه بكسبه فهو هكذا أبدا مع لصوص الجن والأنس ليس كمن فتح لهم خزانته وولى الباب ظهره .
وليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه لا خالق الا الله وأن الله رب كل شيء ومليكه كما كان عباد ا[صام مقرين بذلك وهم مشركون .بل التوحيد يتضمن –من محبة الله والخضوع له والذل له وكمال الانقياد لطاعته وإخلاص العبادة له وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال والأعمال والمتع والعطاء والحب والبغض : ما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها ومن عرف قول النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ( إن الله حرم على النار من قال : لا اله إلا الله يبتغي يذلك وجه الله 9وقوله ( لا يدخل النار من قال لا إله الا الله )
من كتاب ابن القيم الجوزية
مدا رج السالكين