ليس عبثاً أن يختم الله أعظم كتاب على وجه الأرض بالمعوذتين:
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) وذلك بسبب أهمية هاتين السورتين وكأن الله يريدأن يقول لنا إن الشيطان موجود في كل المناسبات وقد أنزلت لكم سورتين عظيمتين فيهما سلاح لكل شر.
إن الأسلوب الذي يستخدمه الشيطان في التأثيرعلى البشر هو الذبذبات الشيطانية غير المرئية ولكنها مؤثرة.وهي عبارة عن ترددات من نوع خاص يؤثر بها على الذي لا يذكر الله تعالى أما الذي يقرأ القرآن فإن صوت القرآن ينفر الشيطان ويبعده وبالتالي كأن هناك حرب بين ذبذبات شيطانية أو صوت الشيطان وبين صوت الحق أوالقرآن والمؤمن عندما يقرأ القرآن يحيط نفسه بمجال قوي يمنع أي شر يحيط به.
إن دماغ الإنسان يبث بشكل دائم ذبذبات كهرطيسيةيمكن قياسها بأجهزة خاصة، وحتى أثناء النوم لا يتوقف الدماغ عن البث لهذه الذبذبات ويقول العلماء إن هذه الذبذبات مع الذبذبات التي يبثها القلب تشكل مجالاً كهرطيسياً يحيط بالإنسان ويمكن تصويره بكاميرا خاصة (كاميرا كيرليان(والفكرة التي أود أن أطرحها هي أن الإنسان عندما يقرأ القرآن فإن دماغه يتفاعل بطريقة خاصة مع القرآن ويبدأ الدماغ والقلب ببث الترددات الكهرطيسية بطريقة مختلفة، وهذه الترددات تشكل مجالاً يحيط بالإنسان وهناك ذبذبات لا يمكن رؤيتها تصدر عن الدماغ والقلب وتحيط بالإنسان ويمكن أن أسميها "ذبذبات قرآنية" تشكل غلافاً حول الشخص الذي يقرأ القرآن.إن هذا المجال أو الغلاف أو الحصن يقف كالسد المنيع أمام ذبذبات الشيطان التي يبثها ويوسوس بها ولذلك أمرنا الله تعالى أن نقرأ سورة الفلق وهي أقوى سلاح لإبعاد الشيطان وتأثيره فعندما نقرأ ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) (سورة الفلق)
يتشكل حولنا مجال قوي وذبذبات معاكسة للذبذبات التي يبثها الشيطان في عمله، فتفنيها وتبددها وبالتالي فإننا في حالة حرب مع هذا الشيطان كما قال تعالى: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) (النساء: 76 ).