هل الدعاء يغير القدر سوى كان خيرا أو شرا ؟
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: (لا يرد القضاء إلا الدعاء)
إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، وأن البر يزيد العمر ولا يرد القدر إلا الدعاء...
فالله تبارك وتعالى علم قبل خلق السموات والأرض أنك سوف تدعيه جل جلاله وتسأله ، لأن الله تبارك وتعالى راعَى مصالح العباد في شرعه، فكل هذا من الحكمة الذي أنزل وهؤلاء الأنبياءالذين أُرسلوا وهذه الكتب التي أنزلت إنما جاءت لمصالح العباد في دينهم ودنياهم، إلا أن الناس قد يقدمون أشياء على أشياء ويؤخرون أشياء عن أشياء وقد تكون هناك بعض الأولويات التي يظنون أنها في صالحهم في حين أنها تضرهم،ومن هنا تم ضبط سلوك الناس وتحديد مصالحهم ومنافعهم فإن الذي خلق الأشياء ويعلم طبائعها والآثار المترتبة عليها إنما هو الله، ولذلك كما قال الله تعالى مثلا: ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ)، وقال: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاتَعْلَمُونَ)
فإذن نحن عندما ندعو الله تبارك وتعالى إنما نفر من قدر الله إلى قدر الله،فلو لم يعنَّا الله تبارك وتعالى ويوفقنا للدعاء لما دعونا، ولذلك بما أن الله شاء وأراد أن يغير قدره بالدعاء أعانك على الدعاء،إذن الدعاءيرد القضاء قطعًا لأن هذا كلام النبي - عليه الصلاة والسلام – والنبي أخبرنا - عليه الصلاة والسلام – أن الدعاء والقضاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء، أي تحدث بينهما نوع من المواجهة، فإذا كان الدعاءأقوى رفع القضاء – رفع الأمر – وإذا كان القضاء أقوى والدعاء أقل أو أضعف نزل هذا القضاء ولكن بصورة أخف وإذا لم يدع العبد أصابه قدر الله تبارك وتعالى جل جلاله، لأن هذه الصور الثلاث إما أن يكون الدعاء أقوى فيغلب وإما أن يكون القضاء أقوى فيغلب ولكن ينزل مخففًا، وإما أن العبد لا يدعو بالمرة فيصيبه ما قدره الله تبارك وتعالى.
إذن الدعاء يرد القضاء لأنه من قضاء الله وقدره، ولذلك نحن نكون في مشاكل كبرى ولا ندعو، لأنه لم يوفقنا الله للدعاء، في حين أننا لو دعونا لتغيرت أمورٌ كثيرة، ولكن شاء الله أن يمضي قضاؤه وفق مراده، ولذلك نسَّانا أن ندعو فصارت الأمور كما أراد سبحانه وتعالى..
إذن لا يرد القضاء إلاالدعاء ، والله تبارك وتعالى يقول للنبي - صلى الله عليهوسلم – في غزوة بدر: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ )،إذن الذي حدث أنه بعد الاستغاثة تحققت الاستجابة، علم الله أن نبيه سيسأله ويتضرع إليه بشدة وقوة وإلحاح ولذلك كتب النصر له ولأصحابه رغم قلة العُددوقلة العَدد.
إذن لا يرد القضاء إلاالدعاءهذه حقيقة، ولذلك النبي - عليه الصلاة والسلام – يقول: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل)، مما نزل من البلاء الموجود الحالي، فالله تبارك وتعالى ببركةالدعاء يرفع هذا البلاء أو يخففه، والذي سيأتي في المستقبل أيضًا الله تبارك وتعالى يُبين أن الدعاء يؤثر فيه،.. فإذن الدعاء ينفع في تغيير الوضع الحالي، أعظم وسيلة للتغير هي الدعاء، المستقبل أيضًا أعظم وسيلة لتغييره ليكون على الحال الأفضل لي إنما هو الدعاء،فالنبي - عليه الصلاة والسلام – يقول: (إن الدعاءينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء، فإنه لا يهلك مع الدعاءأحد)، فهذه وصية النبي - عليه الصلاة والسلام – فما دام الإنسان يدعو لايتعرض للهلاك - بإذن الله تعالى – وكثير من المصائب والبلايا حقيقة تُرفعبالدعاء ولكن نحن لا ندري لأن الدعاءقد يستجاب في وقته وقد يستجاب بعد فترة من الزمن وقد يستجاب حتى في الآخرة، لأن النبي - عليه الصلاة والسلام – أخبرنا أن أي عبد لابد أن يستجيب الله له، ما من مسلم على وجه الأرض يدعو الله تعالى إلا آتاه الله واحدة من ثلاث: (إما أن يعطيه ما سأل، أو يدفع عنه من الشر مثله، أو يقدرله من الخير مثله) يدخر له من الخير مثله .
أسأل الله تعالى التوفيق و كل الخير وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، إنه هو السميع العليم الجواد الكريم القوي العزيز.