علم الأرقام والأعداد .... تاريخ وماهية علم الأرقام ...
تاريخ الارقام :
اتسمت الارقام منذ القدم بمنزلة سامية ، وقد وصل الأمر لدرجة تقديسها عبر التاريخ ، ولغة الارقام في مفهوم الشعوب القديمة لغة عسيرة على الادراك ، وكانت لغة الأرقام علماً راقياً ينتسب إليه أعيان القوم ، كمثل الفلسفة والمعارف العميقة الأخرى ، وكانوا يتهيبون من علماء الأرقام بوجه خاص ، ولعل علم الأرقام هو الأقدم بين العلوم كافة ، فقد وجد منذ بدء الخليقة لأنه كان ركيزة عملية الخلق ، لكنه بقي غامضاً لمفاهيم الانسان ، الى أن نضجت قدراته العقلية وبدا عصر الفلسفة والازدهار العقلي والحضاري يغزو البلدان والشعوب ، ومع هذا التطور تعمق الانسان في شتى العلوم واستطاع أن يكشف سر الأرقام وغموض تواجدها في الطبيعة والحياة وفي البناء الكوني عامة
ومن خلال دراسة علم الأرقام تكشفت للانسان تحركان النجوم والكواكب ووضحت تغيرات الطبيعة وأدرك نظام التطور الانساني قياساً لتطور باقي المخلوقات
ومع اندثار حضارات وانبثاق أخرى ، تنقل علم الارقام بين البلدان من شعب لآخر ، وتخبرنا العلوم الباطنية أن علم الأرقام نشأ أولاً في تلك المنطقة التي كانت تشغلها القارة المفقودة المسماة أطلنتس ، حيث شهدت تلك القارة أول حضارة علمية استحقت ان يطلق عليها اسم حضارة على وجه الأرض ، وكان من بين علومها علم الأرقام ، وبعد اندثار تلك القارة ، انتقل علم الأرقام إلى الهند واستقر فيها ، ثم بزغ في حضارة الفراعنة المصريين وازدهر هناك لحقبة من الزمن ، لا سيما حين مهر العلماء الفراعنة في استعمال المعادلات الرقمية في فن بناء اشهر وأعظم ما شهدت الأرض من هندسة معمارية ، بأهرامات مصر التي تحدت الأزمان بسر صمودها واستمراريتها
إن سر صمود الأهرام يرتكز على سبب واحد لم يكشف من قبل ، ولم يتوصل العلم حتى يومنا هذاإلى إدراك خفاياه ، وهو سر الصفر ، فمقاييس الهرم تعتبر كاملة كونها تحسد حقائق مقدسة ، لكن الغموض الأعظم هو في سر الصفر
استعمل المصريون القدماء علم الأرقام في فن العمارة لا سيما بناء مراكز المراقبة لحركة النجوم والكواكب ، وبالتالي أدخلوا علم العدد والرقم في علم الفلك والتنجيم ، ثم انتقل هذا العلم لى الإغريق بفضل العالم الرياضي فيثاغورس ، وقد استعمل الاغريق علم الارقام في العلوم الرياضية أ والهندسية وعلى أساسه بدؤوا بتشييد الهياكل والمدرجات والقلاع والمسارح ، وانتقل علم الأرقام من بلاد ما بين النهرين إلى العرب وانتشر بين العلماء العرب الذين استقوا الأسرار من الاغريق والهنود ، ودمجوها معاً ليتوصلوا لاكتشافات جديدة ، وها هو علم الارقام اليوم يشهد انطلاقة وازدهاراً فيما الاسرار الكبرى لم تبارح مقرها الأصيل ، مختبئة في المجهول وفي الغوامض من الأمور بانتظار من يسبر اغوارها ويتوصل لمكنوناتها
ما هو علم الأرقام أصلاً ؟؟ وكيف تواجد ، وما السبيل للافادة منه ...
ماهية علم الأرقام :
في البدء كان الفراغ وكان العدم ، ثم جاء الخالق ولفظ الكلمة ... فامتلأ كل الفراغ وتحول كل العدم إلى كون ووجود ... إلى مخلوقات وانسان
عملية الخلق تلك ، كانت منتظمة ومنظمة ، وارتكزت على نظام متناهي في الدقة وقوانين رياضبية دقيقة للغاية ، فكل شيء مبني على العدد ، حتى الذرات التي تؤلف الكون ، عددها محدد مسبقاً بحسب نظام خاص إن جرى تجاوزه أو الخروج عن مساره ، آل الكون إلى الدمار ، تلك الدقة المتناهية في الخلق ، او قوة الايجاد ، ارتكزت على أعداد وأرقام معينة ،ٍ ويمكن القول أن عملية الخلق لن تتم ثانية ما لم تتواجد ذات الأعداد والأرقام التي ألفت معادلة الخلق أ .
الأمر المتعارف عليه في العلوم الباطنية هو أن الذبذبات تتجسد ألواناً في عالم المادة ، فلا وجود للذبذبات في هذا الكون من دون ألوان ، والأمر نفسه ينطبق على تلك الدقة المتناهية في النظام الإلهي التي تتجسد في هذا العالم المادي في ارقام وأعداد ، فلن يفهم هذا النظام دون أرقام تشير إليه ، ولن تدرك تلك الدقة دون أعداد محددة تعبر عنها
من هنا أصبح علم الأرقام هو علم النظام والدقة ، فحين نقول مثلاً : في البدء كان الفراغ والعدم ، فان العقل البشري يصعب عليه استيعاب هذه العبارة ما لم يرمز اليها برقم محدد ومعبر ، وهو الصفر ، بهذا التعبير يسهل ادراك المغزى المقصود ، وكأن نقول الإله واحد ، إزدوج في المادة وتثلث في الانسان ، لكن الثالوث يبقى وحدة ، وإلى الوحدة عائد ... فعلم الأرقام ليس إلا لتبيسيط المفاهيم للفهم العام ولتقريب الحقائق للفهم الباطني ، فهو تجسيد الدقة المتناهية في النظام الالهي على الارض ، عبر الخليقة والخلق ، وفهم الارقام والأعداد يرتكز عليها كيان الانسان وهي أساس وجوده لاستيعاب الحقائق وإدراك كنه الذات ، فحين أوجد الخالق هذا الكون أوجده بكلمة واحدة ، او من خلية واحدة أو ذبذبة واحدة مثلما كل حياة على الأرض تنبثق ، وتلك الذبذبة انشطرت ثم تثلثت ثم تربعت ... وهكذا تتكاثر عدد جزيئاتها ، ومع كل عدد محدد ظهرت طبقة وعي معينة ، فحين أصبح عدد الجزيئات او الذبذبات ثلاثة ، صارت ثلاثية القاعدة ووجدت طبقة وعي معينة تختلق عن طبقة الوعي التي أوجدتها ... وهكذا نرى أن عدد الذبذبات يرادف طبقة الوعي أو درجة الوعي المحددة ، وهذه الحقيقة أدت إلى الواقع الذي يقول أن لكل رقم أو عدد درجة وعي معينة يرمز اليها هذا الرقم ، ومع تكاذر الذبذبات وتفاوت الأعداد واختلاف طبقات الوعي تكونت الأرض وتكون الانسان وسائر المخلوقات ، لكن الأرقام لم تسقط من ذاكرة الكون ولا من ذاكرة الانسان وسائر المخلوقات ، بل حفرت فيها الرموز والمعاني التي حوتها سابقاً والتي جسدتها ومثلتها أثناء عملية التكوين
علم الأرقام بشابه علم الألوان من ناحية واحدة ، وهي أن كل مجموعة من الذبذبات بدرجة معينة من التذبذب تتجسد في لون محدد يتناسب ودرجة التذبذب ، لذلك تعتبر الألوان تجسيد ذذبات الوعي ، وبما أن الكيان يحوي الذبذبات ، فقد حوى الألوان التي تجسد تلك الذبذبات ، كذلك الأمر بالنسبة للأرقام ، فعدد معين من الذبذبات يؤلف طبقة وعي محددة ، وهذا العدد يرتكز على قاعدة او معادلة رقمية معينة ، ولما تواجدت طبقة الوعي تلك في كيان الانسان ، فقد تواجدت من خلال الذبذبات التي ترتكز على القاعدة الرقمية المحددة ، وبالتالي تواجدت الأرقام في الكيان وصارت طبقة الوعي تعرف من خلال الرقم الذي يمثلها ن مثلما هو حال الألوان ، وهكذا باتت معرفة الأرقام علماً يتعلق بالذات الانسانية والكيان البشري مباشرة
والخلاصة أن علم الأرقام هو فن الخلق من خلال نظام إلهي خاص يحوي الدقة المتناهية والقوانين النافذة والعدل الالهي ... بل هو مخزن المعلومات ، فاذا عرف الانسان فك رموزه ، يكون قد توصل لسر الخالق وتربع على عرش الحكمة ، فاهندسة هي فن البناء ، سواء كان ذلك بناء لبناية او لمدينة او للعالم كله ... فالأسلوب واحد والنظام واحد يجري تطبيقه على الكل ، أما الأساس فهو دائماً اللغز
أساس البناء هو الرقم واحد ...
وأساس الخلق هو الرقم صفر ...
الجزء الثاني يتبع...
الجزء الثاني يتبع...