(( أخطائنا في رمضان ))
الحمد لله المحي المميت ،الفعّال لما يريد ، و الصلاة و السلام على رسول الله الصادق الوعد الأمين ، إخواني و أخواتي في الله ...
هناك كثير من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين في رمضان , و ما سنذكره ما هو إلا غيض من فيض هذه الأخطاء , و كل ذلك بهدف التحذير منها ، و الدعوة إلى التقرب إلى الله تعالى بتركها .
أولاً : الإسراف في أنواع الطعام و الشراب : حتى أصبح رمضان عند كثير من الناس شهر الطعام و الشراب و الموائد _ و العياذ بالله _ ، لا شهر الصيام و القيام و الفوائد , و هذا أمر لا يليق بالمسلم في طبيعة يومه .. فكيف به في رمضان ؟؟؟!!
ثانياً : كثرة النوم نهاراً و السهر ليلاَ : و هذه إحدى الأمور المهمة التي تفوّت على العبد خيراً كثيراً و ربما كانت سبباً في فوات صلاة الجماعة أو تأخير الصلاة عن وقتها .
ثالثاً : إضاعة الوقت : كثيرٌ من الناس يجلسون ساعات و سااعات يشاهدون الفوازير و المسلسلات و المسابقات التي تبث كل ما لا فائدة فيه , و يزداد مجونها وخلاعتها , فكلنا نلاحظ المنافسة الحادة بين القنوات الفضائية في هذا الشهر الفضيل ...!!
علاوة على إضاعة وقتهم في سماع الأغاني و الألحان و المجون , و هذا و إن كان محرماً في طبيعته , فتحريمه في رمضان أشد لشرف الزمان و كثرة فضائل رمضان .
رابعاً : تأجيل الفطور :و هذا أيضا فيه مخالفة لسنة النبي صلى الله عليه و سلم الذي قال " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطور " ( رواه البخاري ) .كما أن فيه تأخيراً عن صلاة المغرب .
خامساً : الغضب و الإنفعال : فكثير من الصائمين ما يغضبون بسرعة و ينفعلون لأدنى سبب يعرض لأحدهم و قد يسب دينه فيكفر و هو متلبس بأعظم قربة شرعها الله لتهذيب النفوس ..
قال تعالى : " و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " .. الفرقان آية ( 63 )
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الصيام جنة ، فلا يرفث ولا يجهل ، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه ، فليقل إني صائم - مرتين - والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك ، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، الصيام لي وأنا أجزي به ، والحسنة بعشر أمثالها " .. (رواه البخاري و مسلم ) .
سادساً : الغيبة و النميمة : كثير من الناس يطلقون ألسنتهم بالغيبة و النميمة و الكذب و الزور , و هم بذلك يقطعون ساعات صومهم كما زعموا , و هذا بالطبع يضعف ثواب الصيام , و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به و الجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه ( رواه البخاري ) .
سابعاً : الجهل : جَهل كثير من الصائمين بفضائل رمضان و أحكام الصيام , فكثير منهم لا يعرف ما يفسد صومه مما لا يفسد و ما يجب و ما يحرم عليه و ماذا يسن له و ما الممنوع عنه .
ثامناً : ترك السحور : كثير من الناس يتهاونوا في ترك السحور , قد يكون السبب في ذلك كسلاً في النهوض من النوم , و هذا بالتأكيد يعارض سنة الحبيب ( عليه السلام ) , فقد أوصانا عليه السلام بالسحور , لما فيه من البركة , فقال عليه الصلاة و السلام : " تسحّروا فإن في السحور بركة " ( رواه البخاري و مسلم ) .
تاسعاُ : تعجيل السحور : هناك من يقوم بتعجيل السحور , و هو من الأمور المكروهة , حيث أمرنا صلى الله عليه و سلم بتأخير السحور قدر الإمكان .
و أخيراً و ليس آخراً : ألا يبيّت الصائم نية الصيام : فقد ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم : " من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له " .. ( رواه النسائي ) .
و ما زال الكثير الكثير من الأخطاء التي نقترفها بحق رمضان !! , و التي لا بد لنا من تجنبها و الإبتعاد عنها ..
و ختام المسك .. نصيحة من القلب إلى القلب ..
إخواني و أخواتي .. الصيام عبادة تعمل على تزكية النفس، وإحياء الضمير، و تقوية الإيمان، و إعداد الصائم ليكون من المتقين، كما قال تعالى: { كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } .
و لهذا يجب على الصائم أن يُنَزِّه صيامه عما يجرحه، وربما يهدمه، وأن يصون سمعه وبصره وجوارحه عما حرم الله تعالى، وأن يكون عفَّ اللسان؛ فلا يلغو ولا يرفث، ولا يصخب ولا يجهل، وألا يقابل السيئة بالسيئة، بل يدفعها بالتي هي أحسن، وأن يتخذ الصيام درعًا واقية له من الإثم والمعصية، ثم من عذاب الله في الآخرة؛ ولهذا قال السلف: إن الصيام المقبول ما صامت فيه الجوارح من المعاصي، مع البطن والفرج عن الشهوة ...
نتمنى أن تكون كل أيامكم بركة , و أن يكون شهر رمضان شهر الخيراااااااااات و البركاااااااااااااات , و كل عام و أنتم بألف خير .....
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاااااااته ...
منقول
|