قال الشيخ ابن عثيمين في كتابه الشرح الممتع على زاد المستقنع :
" أما بعد , هذه كلمة يؤتى بها عند الدُّخول في الموضوع الذي يُقْصَد.
وأما قول بعضهم : إنها كلمة يؤتى بها للإنتقال من أسلوب إلى آخر , فهذا غير صحيح , لأنه ينتقل العلماءُ دائماً من أسلوب إلى آخر , ولا يأتون بأمَّا بعد.
وأما إعرابها فنقول: «أما» نائبة عن شرط وفعلِ الشَّرط، والتَّقدير: مهما يكن من شيءٍ بعد ذلك فهذا مختصرٌ، فيكون «أما» بمعنى مهما يكن من شيء، و«بعدُ» ظرف متعلِّق بـ«يكن» المحذوفة مع شرطها؛ مبني على الضمِّ في محلِّ نصبٍ، لأنه حُذف المضافُ إليه، ونُوِيَ معناه، وهذه الظُّروف ـ بعدُ وأخواتها ـ إِذا حُذف المضاف إليه ونُويَ معناه بُنيت على الضمِّ؛ كما في قوله تعالى: {{لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}} [الروم: 4]
******************