الموعظة الأولى
يقول الله تعالى : "يابن آدم ! عجبت لمن ايقن بالموت كيف يفرح وعجبت لمن ايقن بالحساب كيف يجمع المال , وعجبت لمن أيقن بالقبر كيف يضحك وعجبت لمن أيقن بالآخرة كيف يستريح وعجبت لمن أيقن بالدنيا وزوالها كيف يطمئن إليها وعجبت لمن هو عالم باللسان جاهل بالقلب وعجبت لمن يطهر بالماء وهو غير طاهر القلب وعجبت لمن يشتغل بعيوب الناس وهو غافل عن عيوب نفسه أو لمن يعلم أن الله تعالى مطلع عليه كيف يعصه أو لمن يعلم أنه يموت وحده ويدخل القبر وحده ويحاسب وحده كيف يستأنس بالناس لا إله إلا أنا
حقا وأن محمدا عبدي ورسولي "
الموعظة الثانية
يقول الله تعالى: " شهدت نفسي أن لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي محمد عبدي ورسولي من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي ولم يشكر على نعمائي ولم يقنع بعطائي فليعبد ربا سواي ومن أصبح حزينا على الدنيا فكانما اصبح ساخطا علي ومن اشتكي على مصيبة فقد شكاني ومن دخل على غني فتواضع له من اجل غنائه ذهب ثلثا دينه ومن لطم وجهه على ميت فكأنما اخذ رمحا يقاتلني به ومن كسر عودا على قبر فكأنما هدم باب كعبتي بيده ومن لم يبال من أي باب يأكل ما يبالي من أي باب يدخله الله تعالى إلى جهنم ومن لم يكن في الزيادة في دينه فهو في النقصان ومن كان في النقصان فالموت خير له ومن عمل بما علم أورثه الله تعالى علم مالم يعلم ومن أطال أمله لم يخلص عمله
الموعظة الثالثة
يقول الله تعالى "" يابن آدم اقنع تستغن واترك الحسد تسترح واجتنب الحرام تخلص دينك ومن ترك الغيبة ظهرت له محبتي ومن اعتزل الناس منهم ومن قل كلامه كمل عقله ومن رضى بالقليل فقد وثق بالله تعالى يابن آدم أنت بما تعلم لا تعمل فكيف تطلب علم مالا تعلم؟ يابن آدم ! تعمل في الدنيا كأنك لا تموت غدا وتجمع المال كأنك مخلدا أبدا . يادنيا احرمي الحريص عليك وابتغي الزاهد فيك وكوني حلوة في عين الناظرين"
الموعظة الرابعة
يقول الله تعالى : " يابن آدم ! من أصبح حزينا على الدنيا لم يزدد من الله إلا بعدا وفي الدنيا إلا كدا وفي الآخرة إلا جهدا وألزم الله تعالى قلبه هما لاينقطع عنه أبدا وشغلا لا يفرغ عنه أبدا وفقرا لا ينال غنى أبدا وآمالا تشغله أبدا . يابن آدم تنقص كل يوم من عمرك وأنت لا تدري وآتيك كل يوم برزقك وأنت لاتحمد, فلا بالقليل تقنع ولا بالكثير تشبع يابن آدم ما من يوم إلا ويأتيك رزقك من عندي وما من ليلة إلا ويأتيني الملائكة من عندك بعمل قبيح تأكل رزقي وتعصني وأنت تدعوني فأستجب لك وخيري إليك نازل وشرك إلي واصل فنعم المولى أنا لك ! وبئس العبد أنت لي ! تستلني ما أعطيك واستر عليك سوأة بعد سوأة فضيحة , وأنا أستحي منك وأنت لا تستحي مني تنساني وتذكر غيري وتخاف الناس وتأمن مني وتخاف مقتهم ,وتأمن غضبي
الموعظة الخامسة
يقول الله تعالى : " يا بن لآدم ! لاتكن ممن يقصر التوبة , ويطول الأمل ويرجو الآخرة بغير عمل يقول قول العابدين ويعمل عمل المنافقين إن أعطي لم يقنع وإن منع لم يصبر يأمر بالخير ولا يفعله وينهى بالشر ولم ينته عنه يحب الصالحين وليس منهم ويبغض المنافقين وهو منهم يقول ما لا يفعل ويفعل ما لا يؤمر ويستوفي ما لا يوفى .
يابن آدم !
ما من يوم جديد إلا والأرض تخاطبك في قولها تقول لك : يابن آدم ! تمشي على ظهري ثم تخزن في بطني وتأكل الشهوات على ظهري ويأكلك الدود في بطني .
يابن آدم ! أنا بيت الوحشة وأنا بيت الماءلة وأنا بيت الوحدة وأنا بيت الظلمة وأنا بيت الحيات والعقارب , فاعمرني ولاتخربني"
الموعظة السادسة
يقول الله تعالى : " يابن آدم ما خلقتكم لأستكثر بكم من قلة ولا لأستأنس بكم من وحشة ولا لأستعين بكم على أمر عجزت عنه ولا لجلب منفعة ولا لدفع مضرة بل خلقتكم لتعبدوني طويلا وتشكروني كثيرا وتسبحوني بكرة وأصيلا يا بن ىدم ! لو أن أولكم وآخركم وجنكم وإنسكم وصغيركم وكبيركم وحركم وعبدكم اجتمعوا على طاعتي مازاد ذلك في ملكي مثقال ذرة ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين .
يابن آدم ! كما تؤذي تؤذى بك وكما تعمل يعمل بك"
الموعظة السابعة
يقول الله تعالى : " يابن آدم ! ياعبيد الدينار والدراهم ! إني خلقتهما لكم لتأكلوا بهما رزقي وتلبسوا بهما ثيابي وتسبحوني وتقدسوني , ثم تأخذون كتابي وتجعلونه وراءكم وتاخذون الدينار والدراهم وتجعلونها فوق رؤسكم ورفعتم بيوتكم وخفضتم بيوتي فلا أنتم أخيار ولا أنتم أحرار , أنتم عبيد الدنيا واجتماع مثلكم كمثل القبور المجصصة يرى ظاهرها مليحا وباطنها قبيحا وكذا تصلحون للناس وتحبون إليهم بألسنتكم الحلوة وأفعالكم الجميلة وتباعدون بقلوبكم القاسية وأحوالكم الخبيثة .
يابن آدم ! أخلص عملك واسألني ! فإني أعطيك أكثر مما يطلب السائلون"
الموعظة الثامنة
يقول الله تعالى : " يابن آدم ! ما خلقتكم عبثا ولا خلقتكم سدى , وما أنا بغافل وإني بكم خبير ولن تنالوا ما عندي إلا بالصبر على ما تكرهون في رضائي والصبر لكم على طاعتي ايسر لكم من الصبر على معصيتي وترك الذنب ايسر لكم من اعتذاري من حر النار وعذاب الدنيا أيسر لكم من عذاب الآخرة يابن آدم ! كلكم ضال إلا من هديته وكلكم مسيء إلا من عصمته وتوبوا إلي أرحمكم ولا تهتكوا أسراركم عند من لايخفى عليه سركم"
الموعظة التاسعة
يقول الله تعالى : " يابن آدم لاتلعنوا المخلوقين فترد اللعنة عليكم . يابن آدم ! استقامت السموات في الهواء بلا عمد باسم واحد من أسمائي ولم تستقم قلوبكم بألف موعظة من كتابي . يا أيها الناس ! كما لا يلين الحجر في الماء كذلك لا تؤثر الموعظة في القلوب القاسية يابن آدم ! كيف تشهدون أنكم عباد الله ثم تعصونه؟ وكيف تزعمون أن الموت حق وأنتم له كارهون وتقولون بألسنتكم ما ليس لكم به علموتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم"
الموعظة العاشرة
يقول الله تعالى : {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور}
يونس: 75}
فلم لا تحسنون إلا لمن أحسن إليكم ولا تصلون إلا من وصلكم ولا تكلمون إلا من كلمكم ولا تطعمون إلا من أطعمكم ولا تكرمون غلا من أكرمكم ؟ وليس لأحد على أحد فضل إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله الذين يحسنون إلى من أساء إليهم ويصلون من قطعهم ويعفون عمن حرمهم وياتمنون من خانهم ويكلمون من هجرهم ويكرمون من أهانهم وإني بكم لخبير"