بسم الله الرحمن الرحيم
حديث : (عمران بيت المقدس خراب يثرب)
الحمد لله
الحديث رواه ابن أبي شيبة ( 7 / 491 ) وأحمد ( 5 / 245 ) وأبو داود ( 4294 ) وعلي بن الجعد في مسنده ( ص 489 ) .
كلهم :
من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل .
ورواه أبو عمرو الداني في
" السنن الواردة في الفتن " ( 4 / 930 )
من طريق ابن ثوبان عن أبيه أنه سمع مكحولا
يقول : حدثني مالك بن يخامر
عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفيه : عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وهو ضعيف ،
وقد عدَّ الذهبي هذا الحديث من منكراته ،
كما في " ميزان الاعتدال " ( 4 / 265 ) .
واختلف عنه فيه أيضاً .
قال الدارقطني – وسئل عن الحديث - :
يرويه ابن ثوبان ، واختلف عنه :
فرواه أبو حيوة شريح بن يزيد عن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول قال حدثني مالك بن يخامر عن معاذ ،
وخالفه
علي بن الجعد فرواه عن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ ،
زاد في الإسناد جبيراً ،
والله أعلم .
" علل الدارقطني " ( 6 / 53 ) .
والحديث ضعفه الشيخ شعيب الأرناؤط في تحقيقه لمسند أحمد ( 36 / 352 ) .
وقد حسنه الشيخُ الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود .
وعلى فرض صحته فإن معناه :
أن كُلّ وَاحِد مِنْ هَذِهِ الْأُمُور أَمَارَة لِوُقُوعِ مَا بَعْده ،
وَإِنْ وَقَعَ هُنَاكَ فترة زمنية بينهما .
( عُمْرَان بَيْت الْمَقْدِس ) أَيْ : عِمَارَته بِكَثْرَةِ الرِّجَال وَالْعَقَار وَالْمَال .
( خَرَاب يَثْرِب ) : أَيْ : سَبَب خَرَاب الْمَدِينَة .
وَقَالَ الْقَارِي : أَيْ وَقْت خَرَاب الْمَدِينَة .
ويحتملأن يكون المراد بعمارة بيت المقدس نزول الخلافة فيه في آخر الزمان .
ويدل عليه ما رواه أبو داود (2535) عن عبد الله بن حَوَالة الأزدي ،
قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا فرجعنا ،
فلم نغنم شيئا ،وعرف الجهد في وجوهنا ، فقام فينا
فقال:
(اللهم لا تكلهم إليّ فأضعف عنهم،
ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ،
ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم)
ثم وضع يده على رأسي
أو قال : على هامتي ،
ثم قال:
(يا ابن حوالة ،إذا رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل
[البلابل : الهموم والأحزان] والأمور العظام ،
والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك) .
وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
فظاهرة أن نزول الخلافة في الأرض المقدسة سيكون قريبا جداً من الساعة ،
فقد يكون هذا هو المرادبعمارتها .
والله أعلم
( وَخَرَاب يَثْرِب خُرُوج الْمَلْحَمَة ) :
أَيْ ظُهُور الْحَرْب الْعَظِيمة ، وتكون بَيْن أَهْل الشَّام وَالرُّوم .
(وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ) يعني :
فإذا خرجت الملحمة فبعدها فتح القسطنطينية .
(وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ)
يعني إذا فتحت القسطنطينية خرج الدجال .
وفي الحديث إشكال ؛ وهو كون خراب المدينة قبل الدجال ،
مع ما ورد من أن الدجال يمنع من دخول المدينة ،
فإنها ترجف بأهلها ثلاث رجفات فيخرج إليه كل منافق ومنافقة .
وقد أجاب ابن كثير عن هذا الإشكال فقال في "النهاية" (1/94) :
"وليس المراد أن المدينة تخرب بالكلية قبل خروج الدجال ،
وإنما ذلك آخر الزمان ،بل تكون عمارة بيت المقدس سببا في خراب المدينة النبوية ،
فإنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الدجال لا يقدر على دخولها ،
يُمنع من ذلك بما على أبوابها من الملائكة القائمين بأيدهم السيوف المصلتة"
أنتهى .