أفات اليد
لكي يكون الواحد مسلم حقا لابد من الشطر الثاني من حديث{المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَالمُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدهِ والمهاجِرُ مَن هَجرَ ما نَهى اللّهُ عنه}[1] لابد أن يسلم المسلمون والمسلمات من يدي كما سلموا وسلمن من لساني فكيف ذلك فمن آفات اليد التي ظهرت في عصرنا وحرّمها الإسلام هي الشكاوى الكيديةوهي منتشرة جداً مثلاً واحد حدث بينه وبين جاره سوء تفاهم فيسارع إلى كتابة الشكاوى كأن يكتب للشرطة بأن فلان هذا يفعل كذا أو
يكتب للإسكان أن فلان هذا منزله أو أرضه في أملاك الدولة وكلها شكاوى زور وبهتان بذلك لا يكون قد سلم المسلمون من يده ويده ليست السرقة وحسب لكن من العراك ومن الضرب فلا يصح أن يضرب المسلم أخاه المسلم أو أن يسرق أخاه المسلم أو يقتل أخاه قال صلى الله عليه وسلم {كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَىٰ الْمُسْلِمِ حَرَامٌ مَالُهُ وَعِرْضُهُ وَدَمُهُ َ}[2] وهذا مما ظهر وكثر في هذه الأيام أيضا ولم يكن يعرف بهذه الكثرة نساء يقتلن أزواجهن بل ويمثلون بهم وامرأة تتفق مع
بنتها لقتل زوجها لتتزوج برجل ثان وأشياء في غاية العجب لم تكن تعرف من قبل عن النساء وكلها من آفات اليد الخطيرة والتي تورد موارد الهلاك منع الإسلام السرقة والقتل ومن يقتل مسلماً أعلن الله أنه خالداً في جهنم أبداً وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك{لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ الله مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ}[3] إذاً لا يضرب مسلم ولا يقتل مسلم ولا يسرق مسلم ولا يشتكي مسلم بغير وجه حق ومن يلتزم بكل الأمور التي تكلمنا عنها يصبح هو المسلم عند الله ومثل هذا يعطيه الله درجة الإسلام ويكون {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ}
فكيف نرتقي إلى درجة الإيمان وأهل الإيمان درجات فهناك المسلم وهناك المؤمن وهناك المهاجر وكل درجة أعلى مما قبلها ونحن جميعاً لسنا على درجة واحدة ولكن كما قال الله {هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ } فهناك من الناس من هم في درجة الإسلام و لهم أجرهم عند الله وهناك من هم أعلى وهم في درجة الإيمان وهناك من هم أعلى وهم من في درجة الهجرة والمهاجرة وهم اللذين يهجرون ويتركون ما حرم الله بنص الحديث وإذا أردت أن ترتقي إلى درجة أعلى وهي
الإيمان فمن المؤمن؟ فلنسأل رسول الله صلي الله عليه وسلم يجيبنا قائلاً وهى إجابة تخص أيضاَ كل امرأة في هذا الزمان الذي انتشرت فيه العداوات بين الجيران والذي أصبح الجيرة فيه مصدر إزعاج وقلق مشاكل بدل أن تكون مصدر أنس ومعونة ورحمة واسمعوا له صلي الله عليه وسلم إذ يقول {والله لا يُؤْمِنُ وَالله لاَ يُؤْمِنُ وَالله لاَ يُؤْمِنُ} قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال {الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَةُ} قالوا: يا رسول الله وما بوائقه؟قال {شَرَّهُ}[4] أي من يقوم بحقوق الجار
فهو مؤمن وإذا أراد أن يرتقي أعلى من ذلك يكون مهاجر فمن المهاجر؟ إذا أحببت أن تنتقل وترتقي وتكون من المهاجرين اسمع واعمل بقوله صلي الله عليه وسلم {والمهاجِرُ مَن هَجرَ ما نَهى اللّهُ عنه}[5] {الْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السّوءَ }[6] وقوله صلي الله عليه وسلم في الحديث الجامع {المؤمنُ مَنْ أَمِنهُ الناسُ والمسْلِمُ من سَلِمَ المسلمونَ مِنْ لسانِهِ ويَدِهِ والمهاجِرُ من هَجَرَ السوءَ والّذي نفْسِي بِيَدِهِ لا يَدْخلُ الجنّةَ عبدٌ لا يْأمَنُ جارُهُ بوائِقَهُ }[7] أي يترك المعاصي كلها ولا يفعل ما يغضب الله لا في نفسه ولا في بيته ولا في عمله ولا في بلده فيصبح كالملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون