كلمته ، والروح القدس هو الحبّ الحيّ للأب والابن . وترتكز عقيدة الثالوث الأقدس على تعاليم كتاب العهد الجديد ، لا سيّما منه على الإصحاح الأوّل لإنجيل القدّيس يوحنّا . وقد نشر هذه العقيدة آباء الكنيسة الرّسوليّون وأهمّهم القدّيس إيريناوس والقدّيس اغناطيوس الأنطاكيذ والقدّيس يوستينوس .
وفي العهد الجديد ركع أمام الطّفل يسوع ثلاثة ملوك مجوس هم : الأشوريّ بالتازار (Baltazar) ، العبريّ ملكيور (Melchior) ، والهنديّ غاتاسيا أو غاسبار (Gaspard) ، وهم ينحدرون من ثلاثة أجناس بشرية : سام ، حام ، ويافث . وجاء في الإنجيل أنّ السيدة العذراء ويوسف وجدا يسوع في الهيكل بعد ثلاثة أيام (لوقا 2 : 46) . وكان السيد المسيح يفضّل صحبة ثلاثة رسل : بطرس ، يعقوب ويوحنّا ابني زبدى (متى 26 : 37) . وسأل السيد المسيح تلميذه بطرس (أتحبّني) ثلاث مرات (يوحنّا 21 : 17) . وأنكر بطرس معلّمه ثلاث مرات (متى 26 : 34) . وفي يوم صلب السيد المسيح ، توجّه بيلاطوس إلى اليهود ثلاث مرات بأنّه لا يرى أي ذنب اقترفه يسوع (متى 23 : 23) ، وأجابه اليهود ثلاثا : (أصلبه) . وعلى طريق الجلجلة ، سقط السيد المسيح ثلاث مرات ، وصلب بثلاثة مسامير ، ومات بعد ثلاث ساعات من النزاع ، وقام في اليوم الثالث ، ويحلو لعدد من اللاهوتيين تشبيه بقاء السيد المسيح في القبر ثلاثة أيام ببقاء يونان ثلاثة أيام في بطن الحوت (يونان 2 : 1) . وظهر السيد المسيح لتلاميذه ثلاث مرات بعد الموت ( يوحنّا 21 : 14) . وانتصرت المسيحيّة بعد مرور ثلاثة قرون على قيامة مؤسسها .
وفي رؤيا يوحنّا يعتبر العدد ثلاثة إشارة إلى الله تعالى وسرّه . ونرى في الرؤيا أنّ إبليس له ثلاثة أدوار كبرى في تاريخ البشرية : الدور الأوّل لعبه مع آدم وحوّاء ، أصل الجنس البشري ، فكان على أساس ضلال البشرية ، لذلك تسمّيه (التّنّين العظيم ، الحيّة القديمة) (12 : 9) ، والدور الثاني : كان في محاربة المسيح والمسيحية في تأسيسها (12 : 4 - 5) ، والثالث : وهو - الدور الكبير – يأتي بعد حكم المسيح وكنيسته (20 : 4 – 6) ، في اليوم الآخر (20 : 7 – 10) .
وجاء في التراث المسيحي أنّ رأس القديس بولس قفز ثلاث مرات بعد قطعه بالسيف ، وفي مكان كلّ قفزة ، طلعت الماء ينبوعا من الأرض ، وأنّ القديس بولس صعد إلى السماء الثالثة بعد موته . وفي المسيحية هنالك ثلاث فضائل لاهوتيّة : محبّة النفس والآخر ، الأمل بالحياة الثانية ، والإيمان بالخلاص . ويقول التراث إنّ الشمس ترقص في صباح الفصح المجيد ، وتحتفل بالقيامة في ثلاث قفزات فرحة . وينذر الراهب المسيحي ثلاثة نذور : الفقر ، العفّة ، والطّاعة . ويرسم المسيحيون الأرثودكس إشارة الصليب بثلاث أصابع .
وفي سوريّة يردّ التّراث سبب الرعد والبرق إلى ثلاثة قدّيسين : مار الياس ، مار جرجس ، والخضر . ويسبّب القدّيسان جرجس والخضر الرعد والبرق بامتطائهما حصانا عبر السماء . ففي حالة الخضر ، يحدث البرق من حوافر الحصان وهو يخطو فوق الصخور . أمّا مار الياس فيخلّف البرق والرعد بقيادته العربة النارية عبر السماء . وتصوّر الأيقونوغرافيا السّورية القدّيس جرجس يمتطي حصانا مطهّما وهو يحمل بيده رمحا ثلاثيّا .
وفي المسيحية أيضا ، تعتبر زهرة الزنبق رمزا ثلاثيا ، وهي مثل عن العلاقات التي تجمع الوحدة إلى الثلاثية . فالملاك ، في مشهد بشارة السيدة العذراء ، تصوّره الأيقونوغرافيا المسيحية يحمل زنبقة . وكذلك القدّيس يوسف .
العدد ثلاثة عند العرب
كان سكان الجزيرة العربية بعد الطوفان يعبدون ثلاثة أصنام : صدا ، صمودا ، وهرا . وعند العرب هناك ثلاثة أسماء لثلاث آلهات قمريّة هنّ : اللات ، مناة ، العزّى : (اللات هي القمر المنير ، مناة هي القمر المظلم ، والعزّي الاثنان معا . وكان العرب قد اتّخذوا من هذه الآلهات أصناما يصلّون لها تقرّبا إلى الله ، وكان أهل المدينة يكرّمون مناة ، وأهل الطائف اللات ، وأهل مكة العزّى .وكان العرب يقصدون هذه الأصنام ويعظّمونها كتعظيم الكعبة .
وفي التّراث إذا تردّد عربي أمام قرار عليه أن يتّخذه كان يختار ثلاثة سهام ، فيكتب على الأوّل (سيّدي يأمرني) ، وعلى الثاني (سيّدي يمنعني) ، وعلى الثالث (لا شيء) . ثم يضع السهام في جعبته ويسحب سهما وينفّذ الأمر ، وإذا سحب السهم الثالث ، يعيد السحب بالقرعة من جديد .
العدد ثلاثة عند العبرانيّين
يدل العدد ثلاثة عند العبرانيين ، إلى التشديد والإلحاح ، وكثيرا ما كان يشدّد العبرانيّون على أمر ما بالتّوكيد عليه ثلاث مرات كقولهم : (هيكل الرب ، هيكل الرب ، هيكل الرب) <إرميا 7 : 4> ؛ و(يا أرض ، يا أرض ، يا أرض) . <إرميا 22 : 29> ؛ و(أجعل انقلابا على انقلاب على انقلاب) . <حزقيال 21 : 27> ؛ و(قدّوس ، قدّوس ، قدّوس) . <إشعيا 6 : 3>
وجاء في الميثولوجيا العبرانيّة أنّ آدم مدّ يده إلى الثمرة المنهى عنها في الساعة السادسة ، فطرده الرب الإله من الجنّة بعد ثلاث ساعات . وتضيف الميثولوجيا أنّه ، في الفردوس الأرضي ، كانت حوّاء خليلة الملاك صموئيل ، بينما كان آدم ينام بين ذراعي ليليت (Lilith) . ومن هذه الثّلاثيّة في الحبّ ، بين آدم – حوّاء ، آدم – ليليت ، وحوّاء – صموئيل خلقت الإنسانيّة . وليليت بحسب الميثولوجيا ، امرأة خلقت من التراب ، مثل آدم ، قبل أن تخلق حوّاء من ضلع آدم . وقد نشب خلاف بين آدم وليليت ، فتركته لتعيش على هواها . ويقال إنّ قابيل وهابيل تقاتلا فيما بينهما للحصول على ليليت ، باعتبار أنها لا تمتّ إليهما بصلة القربى . وليليت عدوّة حوّاء ، تمثّل الحبّ اللاشرعيّ .
وحول واقعة السّبي البابلي ، وتدمير هيكل أورشليم يقول التّلمود : (إنّه قبل أن يبدأ نبوخذنصّر حملته العسكرية ، سعى لمعرفة نتائج الحملة بواسطة الرّموز . فرمى من قوسه نحو الغرب ، فسارت السهم في اتّجاه أورشليم . ثم رمى مرة أخرى نحو الشرق ، لكن السهم اتّجهت نحو أورشليم . ثم مرة ثالثة ليتأكد من مكان وقوع المدينة المذنبة التي وجب تطهيرها من الأرض ، وللمرة الثالثة اتّجهت سهمه نحو أورشليم . <التّلموذ تاريخه وتعاليمه – لظفر الإسلام خان> .
الأعمدة الثلاثة
العدد ثلاثة حاضر أيضا في الأعمدة الثلاثة في المحفل الماسوني : العمود الأوّل يرمز إلى الحكمة ، والعمود الثاني إلى القوّة ، والثالث إلى الجمال . وهذه الرموز مأخوذة عن الكنيسة التي كانت ترتكز في البدايات ، إلى ثلاثة أعمدة مشابهة : يوحنّا ، يعقوب ، وبطرس .
العدد ثلاثة والأبراج
ينثل العدد ثلاثة في مجموعة الرموز ، كوكب المشتري ، وهو أكبر الكواكب السيارة وخامسها من حيث البعد عن الشمس ، فضلا عن كونه كوكبا يمثل دورا كبير الأهمية في علم الفلك وفي كل الأنظمة المتعلقة بدراسة معاني الأعداد السحرية والتنجيمية (العدادة) ، في آن معا .
إنه بداية ما يمكن التعبير عنه بخط من خطوط القوة الرئيسية التي تمرّ عبر كل الأعداد من 3 إلى 9 .
إن لهذا العدد صلة خاصة بكل ثالث في المجموعة ، مثل 3 ، 6 ، 9 ، وكل ما تجمعه . إن هذه الأعداد إذا جمعت معا في أي اتجاه ، فإنها تنتج 9 كرقم نهائي ؛ والأشخاص ذوو العدد 3 ، و6 ، و9 هم متعاطفون بعضهم مع بعض .
إن الأشخاص ذوي العدد 3 هم جميع المولودين في 3 ، أو 12 أو 30 من أي شهر ، إلا أن للعدد 3 معنى أكبر إذا كانوا مولودين فيما يسمّى (فترة ال3) ، من 19 شباط إلى 20 – 27 آذار ، أو من 21 تشرين الثاني إلى 20 – 27 كانون الأول .
إن الأشخاص ذوي العدد 3 ، مثل أولئك ذوي العدد 1 ، هم بلا ريب طموحون ،وهدفهم أن يبلغوا مراتب أسمى في الحياة ، وأن تكون لهم سلطة وإشراف على الآخرين . يحبون النظام والانضباط ويطيعون الأوامر مع الإصرار .
إنهم يبلغون أرفع المناصب ، وغالبا ما تجدهم في مراكز السلطة في الجيش ، والبحرية ، وفي الحكومة ، وفي كل المناصب التي تقتضي الثقة والمسؤولية لأنهم ذوو ضمير حيّ إلى أبعد حد ، في قيامهم بجميع واجباتهم .
أما أخطائهم فتتميّز بالغرور والتكبر ، يكرهون أن تكون للآخرين منّة عليهم ، فضلا عن كونهم مستقلين إلى أبعد حدّ ، ويغضبون لدى أدنى تضييق .
أما أيام الأسبوع المحظوظة لهم فهي : الخميس ، الجمعة ، والثلاثاء خصوصا إذا كانت واقعة مع عدد المولد .
ألوانهم المفضلة هي : الألوان الخبازية ، أو البنفسجية ، أو الأرجوانية ، أو ما يقاربها . أما حجرهم الكريم هو : الجمشت ، وينبغي أن يحملوه دائما ، وإذا أمكن أن يلامس بشرتهم .
العدد ثلاثة والأمراض
الأشخاص ذوو العدد 3 يميلون إلى الإصابة بالتوتر المفرط في الجهاز العصبي ، المتأتّي عموما من الإرهاق في العمل ، وعدم مراعاة أنفسهم ، كما أنهم نزاعون إلى الإصابة بألم النساء أو العصب الوركي والاضطرابات الجلدية .
أما الأعشاب الطبية أو العطرية التي تناسبهم فهي مثل : الشمندر (البنجر) ، لسان الثور ، العنبية (أو عنب الدرب أو عنب الأحراج) الهليون ، الطّرخشقون (الهندباء البرية) ، الهندباء ، الكرز ، البربابيس ، الفريز (الفراولة) ، التفاح ، ثمر التوت ، الخوخ ، الدرّاق ، الزيتون ، الراوند ، الكشمش ، الرّمان ، الأناناس ، العنب ، النعنع ، الزعفران ، جوز الطيب ، البندق ، والقمح .
أما الأشهر التي يبتغي الاحتراس منها بالنسب إلى الصحة السقيمة والإرهاق في العمل هي : كانون الأول ، شباط ، حزيران ، وأيلول .
ملاحظة : يوجد الكثير عن العدد ثلاثة مع الأمم وال
شعوب والديانات سوافيكم بها بعد تجهيزاتها إن شاء الله في القريب .
كما يوجد العديد من الأمثلة للعدد ثلاثة ستجدونها قريبا ضمن روابط الأعداد (للعدد ثلاثة) إن شاء الله
منقول للفائدة